مضاد حيوي لخراج الأسنان للأطفال والكبار

مضاد حيوي لخراج الأسنان للأطفال والكبار: دليل استخدام آمن وفعال

خراج الأسنان من المشكلات الشائعة التي تصيب الكبار والأطفال، ويُعد من المضاعفات الخطيرة للتسوس أو أمراض اللثة إذا لم يُعالج في الوقت المناسب، والخراج هو عدوى بكتيرية ينتج عنها تجمع صديدي مؤلم قد يمتد إلى الأنسجة المحيطة بالسن، وفي بعض الحالات قد يصل إلى الفك أو الرقبة مسببًا مضاعفات خطيرة، ورغم أن العلاج الأساسي للخراج يعتمد على التدخل المباشر لتصريف القيح ومعالجة السبب الجذري، إلا أن المضاد الحيوي يلعب دورًا أساسيًا في السيطرة على العدوى ومنع انتشارها، خاصةً عند وجود أعراض في أجهزة الجسم الأخرى مثل: الحمى أو التورم الشديد، هذه المقالة تقدم دليلاً شاملاً حول الخراج في الأسنان، أسبابه وأعراضه وأنواعه، وما هو أفضل نوع مضاد حيوي لخراج الأسنان للأطفال والكبار المستخدمة في العلاج.

ما هو خراج الأسنان؟

خراج الأسنان (Dental Abscess) هو تجمع صديدي ناتج عن عدوى بكتيرية تصيب لب السن أو اللثة أو العظم الداعم، ويحدث ذلك عندما تخترق البكتيريا طبقات السن المختلفة وصولاً إلى اللب الغني بالأعصاب والأوعية الدموية، ومع استمرار العدوى، يحاول جهاز المناعة مكافحة البكتيريا عن طريق إرسال كريات الدم البيضاء، فيتشكل القيح الذي يحتوي على أنسجة ميتة وبكتيريا وفضلات خلوية، وأكثر أسباب الخراج شيوعًا هو التسوس العميق غير المعالج، إذ يبدأ الأمر بثقب صغير في مينا الأسنان يسمح بدخول البكتيريا، ثم يمتد تدريجيًا إلى العاج وصولاً إلى اللب، ومن هنا ينتشر الالتهاب عبر القنوات الجذرية إلى العظم المحيط بالسن، ويُعد الخراج حالة طارئة في طب الأسنان، فهو ليس مجرد ألم موضعي، بل مصدر عدوى يمكن أن ينتقل إلى الفك، والرقبة، أو حتى مجرى الدم مسببًا تجرثمًا عامًا (Sepsis).

أعراض خراج الأسنان

تظهر أعراض الخراج في الأسنان بشكل تدريجي أو مفاجئ، وتعتمد شدتها على مدى انتشار العدوى، وأبرز الأعراض تشمل:

1. ألم شديد بالسن المصاب:

غالبًا ما يكون الألم نابضًا ومستمرًا، ويزداد عند المضغ أو لمس السن، وبعض المرضى يصفونه بأنه يمنع النوم ليلاً.

2. حساسية مفرطة:

يصبح السن حساسًا للسوائل الساخنة أو الباردة وحتى للضغط الخفيف.

3. تورم اللثة أو الوجه:

يظهر التورم عادة بجانب السن المصاب، وقد يمتد إلى الخد أو الرقبة.

4. ظهور بثرة أو انتفاخ مليء بالقيح على اللثة:

أحيانًا يلاحظ المريض خروج القيح عند الضغط على المنطقة، مصحوبًا بطعم مر أو رائحة كريهة.

5. أعراض عامة:

  • ارتفاع درجة الحرارة.
  • تضخم العقد اللمفاوية تحت الفك أو في الرقبة.
  • شعور بالإرهاق العام.

6. مضاعفات فورية في الحالات الشديدة:

صعوبة البلع أو التنفس نتيجة انتشار التورم، وهي حالة طارئة تستدعي تدخلاً عاجلاً.

من الجدير بالذكر أن الألم قد يختفي مؤقتًا عند موت عصب السن، ولكن هذا لا يعني شفاء العدوى، بل على العكس قد تزداد العدوى خطورة في صمت.

أسباب خراج الأسنان

تعود أسباب الخراج في الأسنان إلى عدة عوامل مترابطة، أهمها:

1. التسوس غير المعالج:

هو السبب الأكثر شيوعًا، إذ يسمح بمرور البكتيريا عبر مينا الأسنان إلى العاج ثم اللب.

2. أمراض اللثة:

التهاب اللثة المزمن أو التهاب دواعم الأسنان يؤدي إلى تآكل العظم المحيط بالسن، مهيئًا الطريق لتكون الخراج.

3. إصابة ميكانيكية:

مثل: الكسر أو الشرخ في السن نتيجة السقوط أو الحوادث، مما يسهل دخول البكتيريا.

4. علاجات سابقة غير مكتملة:

كعلاج عصب لم يُغلق بإحكام، أو حشو تسوس ترك فجوة صغيرة للبكتيريا.

5. ضعف المناعة:

مرضى السكري، أو من يتناولون أدوية مثبطة للمناعة، أكثر عرضة لتطور الخراجات.

6. سوء نظافة الفم:

تراكم اللويحة الجرثومية يزيد من خطر تسوس الأسنان والتهابات اللثة.

في المجمل يُعد الخراج نتيجة مباشرة لخلل التوازن بين بكتيريا الفم الدفاعية والأنسجة السليمة، مع وجود عوامل مساعدة مثل: الإهمال أو الأمراض المزمنة.

أنواع خراج الأسنان 

تنقسم خراجات الأسنان إلى عدة أنواع:

1. الخراج حول القمة (Periapical Abscess):

ينشأ من لب السن بسبب تسوس عميق أو كسر، وهو النوع الأكثر شيوعًا، ويظهر عادة في الأشعة كمنطقة مظلمة حول جذر السن.

2. الخراج اللثوي (Gingival Abscess):

يتكون في اللثة فقط دون أن يصل إلى العظم أو السن، وغالبًا  يكون نتيجة دخول جسم غريب مثل: بقايا طعام.

3. الخراج حول السن (Periodontal Abscess):

يحدث عند المرضى المصابين بالتهاب دواعم الأسنان المتقدم، إذ يبدأ في جيب لثوي عميق ثم يمتد إلى العظم.

4. الخراج المشترك (Combined Abscess):

يبدأ كخراج حول القمة ويمتد إلى اللثة أو العكس، ويُعد أكثر تعقيدًا في العلاج.

رغم اختلاف الأنواع، إلا أن جميعها يحمل خطر الانتشار إلى الأنسجة المحيطة إذا لم يُعالج بسرعة.

مضاعفات خراج الأسنان

الخراج في الأسنان قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة إذا لم يُعالج، منها:

  • انتشار العدوى إلى العظم المحيط (Osteomyelitis): التهاب العظم الداعم للسن.
  • التهاب النسيج الخلوي (Cellulitis): عدوى واسعة في الوجه أو الرقبة.
  • تكون خراجات ثانوية: في مناطق بعيدة مثل: الجيوب الأنفية أو الرقبة.
  • تعفن الدم (Sepsis): عدوى عامة تهدد الحياة.
  • انسداد مجرى التنفس: بسبب التورم الشديد في اللسان أو الرقبة.
  • فقدان الأسنان: إذا لم يتم علاج السن المصاب في الوقت المناسب.

هذه المضاعفات تجعل خراج الأسنان من الحالات التي تستوجب التدخل السريع وعدم الاعتماد على المسكنات وحدها.

أفضل مضاد حيوي لعلاج خراج الأسنان للأطفال

العلاج الأساسي للأطفال هو تصريف الخراج ومعالجة السبب، بينما المضاد الحيوي يُستخدم فقط عند وجود:

  • تورم ممتد.
  • حمى أو أعراض جهازية.
  • صعوبة وصول الطبيب فورًا للتدخل الجراحي.

 أنواع المضاد الحيوي الموصى بها للأطفال تشمل:

  1. الأموكسيسيللين (Amoxicillin): الأكثر شيوعًا وأمانًا، ويعطى بجرعات محسوبة وفق وزن الطفل.
  2. البنسلين ڤي (Penicillin V): هو خيار فعال لكنه أقل استخدامًا من الأموكسيسيللين.
  3. الأموكسيسيللين مع الكلافولانات (Amoxicillin-Clavulanate): يُستخدم في الحالات الشديدة أو المقاومة.
  4. الكليندامايسين (Clindamycin): بديل مهم للأطفال الذين لديهم حساسية من البنسلين.

 تنويه مهم: لا يجوز إعطاء الطفل أي مضاد حيوي بدون وصفة طبيب الأسنان أو طبيب الأطفال، ويجب الالتزام التام بالجرعة والمدة لتفادي المقاومة البكتيرية.

أفضل مضاد حيوي لعلاج خراج الأسنان للكبار

يتم اختيار المضاد الحيوي للكبار بناءً على شدة العدوى وحساسية المريض:

  1. البنسلين V أو الأموكسيسيللين: وهو خط العلاج الأول، ويعطى عادة 500 ملغ كل 8 ساعات لمدة 5–7 أيام.
  2. الأموكسيسيللين + كلافولانات: وهو فعال ضد البكتيريا المقاومة، ويُفضل في العدوى الممتدة أو الشديدة.
  3. الميتروينيدازول (Metronidazole): ويُعطى مع البنسلين في حالات العدوى اللاهوائية المختلطة.
  4. الكليندامايسين (Clindamycin): وهو الخيار الأول لمرضى الحساسية من البنسلين، وفعّال ضد البكتيريا الهوائية واللاهوائية.
  5. الآزيثروميسين (Azithromycin): وهو خيار بديل في بعض الحالات الخاصة.

ولكن المضاد الحيوي وحده لا يعالج الخراج، بل يجب دمجه مع العلاج الأساسي مثل: علاج العصب أو الخلع أو تصريف القيح.

الخاتمة

الخراج في الأسنان ليس مجرد ألم بسيط، بل عدوى بكتيرية قد تتطور إلى مضاعفات خطيرة إذا أُهملت، وتبدأ الأعراض  بألم وتورم، لكنها قد تمتد لتشمل الحمى وصعوبة التنفس. ويعتمد العلاج على التدخل المباشر لتصريف الخراج ومعالجة السبب، بينما يأتي المضاد الحيوي كعلاج مساعد ضروري في الحالات المصحوبة بعدوى منتشرة أو أعراض في أجهزة الجسم الأخرى، وعند الأطفال يظل الأموكسيسيللين الخيار الأكثر أمانًا، بينما للكبار يُستخدم البنسلين أو الأموكسيسيللين غالبًا، مع بدائل مثل: الكليندامايسين في حال الحساسية، ومن المهم أن يُحدد العلاج دائمًا بواسطة الطبيب لتفادي مخاطر المقاومة البكتيرية وسوء الاستخدام، وتبقى الوقاية دائمًا هي الخطوة الأذكى و تتمثل في: تنظيف الأسنان بانتظام، الفحص الدوري لدى طبيب الأسنان، وعلاج أي تسوس أو التهاب لثوي قبل أن يتحول إلى خراج يهدد صحة الفم والجسم بأكمله.

المصادر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اتصل الان