دكتور كريم شيلوة

متى يكون ألم الأسنان خطير؟ إليك الأسباب التي تستدعي زيارة الطبيب فورًا
متى يكون ألم الأسنان خطير؟ إليك الأسباب التي تستدعي زيارة الطبيب فورًا

يعتبر ألم الأسنان من الأعراض الشائعة التي يعاني منها الجميع في مرحلة ما من حياتهم، ويكون في أغلب الحالات عرضًا مؤقتًا أو ناتجًا عن سبب بسيط مثل حساسية الأسنان،  أو التهاب خفيف في اللثة، ولكن هناك حالات معيّنة يتحوّل فيها هذا الألم إلى إنذار خطير يتطلب مراجعة طبية فورية.

متى يكون ألم الأسنان خطير؟

  • إذا استمر الألم أكثر من يومين متتاليين دون أي تحسن ملحوظ.
  • إذا كان الألم شديدًا لدرجة تمنع النوم أو تعيق تناول الطعام.
  • إذا صاحبه تورم ظاهر في الوجه أو الخد أو الرقبة.
  • إذا كان مصحوبًا بارتفاع في درجة الحرارة أو نوبات قشعريرة.
  • إذا كانت هناك رائحة فم كريهة أو طعم سيئ دائم ومزعج.
  • إذا وُجدت صعوبة ملحوظة في البلع أو التنفس بشكل طبيعي.

في مثل هذه الحالات، فإن تأخير العلاج قد يؤدي إلى تفاقم العدوى وانتشارها إلى العظام أو مجرى الدم، مما يجعل الوضع خطيرًا وقد يهدد الحياة.

أسباب ألم الأسنان

تشمل الأسباب الأكثر شيوعًا لوجع الأسنان ما يلي:

  1. تسوس الأسنان (Tooth decay): وهو السبب الأول والرئيسي، ويحدث نتيجة تآكل طبقة المينا الخارجية بسبب نشاط البكتيريا، مما يؤدي إلى كشف العصب الداخلي الحساس للسن.
  2. أمراض اللثة (Gingivitis or periodontitis): وهي التهابات تصيب اللثة وقد تؤدي إلى ألم منتشر ومزعج في الفم.
  3. خراج الأسنان (Dental abscess): وهو تجمع صديدي مؤلم في قاعدة السن أو بينه وبين اللثة.
  4. انكشاف الجذر: قد يحدث نتيجة تراجع أو انحسار اللثة، مما يؤدي إلى حساسية شديدة وألم عند تناول أطعمة أو مشروبات باردة أو ساخنة.
  5. كسر أو تصدّع في السن: غالبًا ما يؤدي إلى ألم حاد عند المضغ أو العض على شيء صلب.
  6. التسنين عند الأطفال أو ضروس العقل عند البالغين: وكلاهما قد يسبب ألمًا مستمرًا أو متقطعًا في الفم والفك.

سبب وجع الأسنان المفاجئ

سبب وجع الأسنان المفاجئ
سبب وجع الأسنان المفاجئ
  • الوجع المفاجئ للأسنان قد يكون مزعجًا جدًا، ويعيق التركيز أو النوم، ويحدث غالبًا نتيجة:
  • كسر مفاجئ في السن أو الحشو الموجود مسبقًا.
  • دخول بكتيريا ضارة فجأة إلى عصب السن بشكل مباشر.
  • حساسية حادة نتيجة تعرّض الجذر المكشوف لمحفز بارد أو حلو.
  • تطور خراج داخلي دون ظهور أعراض سابقة واضحة.
  • وفي بعض الأحيان يكون الألم إحاليًا، ناتجًا من مفصل الفك أو الجيوب الأنفية المجاورة.

سبب ألم الأسنان عند أكل الحلويات

سبب ألم الأسنان عند أكل الحلويات
سبب ألم الأسنان عند أكل الحلويات

يرتبط هذا النوع من الألم غالبًا بحساسية الأسنان، أو وجود تسوس غير ظاهر بعد، ويحدث ذلك لأن الحلويات تحتوي على كميات كبيرة من السكريات، التي تتفاعل مع البكتيريا داخل الفم وتنتج أحماضًا مهيّجة للعصب، مما يؤدي إلى شعور حاد بالألم، خاصة إذا كان السن مصابًا بتآكل بسيط أو بداية نخر لم يتم ملاحظته بعد.

سبب وجع الأسنان عند شرب الماء البارد

هذا النوع من الألم غالبًا ما يدل على وجود مشكلة كامنة مثل:

سبب وجع الأسنان عند شرب الماء البارد
سبب وجع الأسنان عند شرب الماء البارد
  • وجود شقوق صغيرة ودقيقة في بنية السن لا تُرى بسهولة.
  • تآكل في طبقة المينا الخارجية وانكشاف طبقة العاج الحساسة.
  • وجود حشوة غير محكمة أو قديمة فقدت فعاليتها.
  • بداية التهاب في لب السن الداخلي بسبب تهيّج مستمر.

إذا استمر الألم بعد التعرّض للماء البارد، فقد يكون ذلك مؤشرًا على التهاب عميق في عصب السن يحتاج إلى علاج جذري.

أعراض ألم الأسنان على الجسم

  • الحمى: تُعد علامة واضحة على وجود عدوى نشطة في الفم أو الأسنان.
  • تضخم الغدد الليمفاوية: يظهر غالبًا في الرقبة وأسفل الفك كرد فعل مناعي على الالتهاب.
  • الصداع: قد يكون ناتجًا عن ألم مستمر في الفك أو الضروس السفلية أو العلوية.
  • تورم الوجه أو الخد: يشير إلى وجود خراج أو انتشار العدوى إلى الأنسجة المحيطة.
  • ألم في الرقبة أو الأذن أو حتى الكتف: يمكن أن يكون ناتجًا عن انتشار الألم عبر الأعصاب المجاورة.

هل ألم الأسنان يدل على مرض خطير؟

لا يكون وجع الأسنان دومًا مؤشرًا على مرض خطير، لكنه في بعض الحالات قد يكون عرضًا لمشكلة صحية خطيرة مثل:

  • عدوى في العظام (Osteomyelitis): وهي عدوى نادرة ولكنها خطيرة تصيب عظم الفك.
  • خراج غير معالج: قد يتفاقم ويتسبب في انتشار العدوى إلى مناطق أخرى من الجسم.
  • ورم في الفك (نادر): قد يظهر كألم مزمن لا يستجيب للعلاجات التقليدية.
  • تأثير غير مباشر من مشاكل القلب أو الجيوب الأنفية: حيث ينتقل الألم إلى الأسنان.

لذلك، يجب دائمًا تقييم الألم بدقة لدى الطبيب، وعدم تجاهله أو الاكتفاء بالمسكنات.

كيف أعرف أن ألم الأسنان خطير؟

العلامات التي قد تدل على خطورة وجع الأسنان تشمل ما يلي:

  • استمراره لمدة تزيد عن 48 ساعة دون أي تحسن ملحوظ رغم استخدام المسكنات.
  • ترافقه مع حرارة مرتفعة أو نوبات قشعريرة تدل على وجود عدوى جهازية.
  • انتشاره إلى مناطق مجاورة مثل: الأذن أو العين أو الرقبة بشكل مستمر.
  • وجود تورم ملحوظ أو صعوبة في فتح الفم والتحدث أو المضغ.
  • الإحساس بنبض في السن أو الشعور بضغط مزعج داخله عند اللمس أو تناول الطعام.

هل ألم الأسنان يؤدي للوفاة؟

نادرًا ما يكون الألم في الأسنان مميتًا، لكنه أمر ممكن في بعض الحالات الخطيرة، خاصة إذا:

  • تُرك خراج الأسنان دون أي علاج، فانتقلت البكتيريا إلى مجرى الدم مسببة تعفن الدم (Sepsis)، وهي حالة طبية طارئة.
  • تطورت العدوى إلى التهاب شديد في أنسجة الرقبة العميقة (Ludwig’s angina)، مما قد يهدد مجرى التنفس.
  • أثرت العدوى بشكل مباشر أو غير مباشر على مجرى التنفس، أو امتدت نحو الدماغ، فيعرض ذلك الحياة للخطر.

كيف أعرف نوع ألم الأسنان؟

بعض المؤشرات التي قد تساعدك في التفريق بين أنواع آلام الأسنان تشمل:

  • ألم حاد عند الأكل أو الشرب: غالبًا ما يشير إلى وجود حساسية في الأسنان، أو تسوس سطحي لم يصل بعد إلى العصب.
  • ألم نابض مستمر لا يزول: قد يدل على التهاب في العصب أو وجود خراج يحتاج إلى تدخل عاجل.
  • ألم عند الضغط أو أثناء المضغ: يُحتمل أن يكون سببه كسر في السن، أو حشو غير محكم يتحرك.
  • ألم في الليل يوقظك من النوم: علامة مميزة ومقلقة عادة ما تدل على التهاب العصب الداخلي للأسنان.

هل ألم الأسنان يسبب ارتفاع الحرارة للأطفال؟

نعم، يمكن أن تسبب آلام الأسنان ارتفاعًا في درجة الحرارة، خصوصًا إذا كان ناتجًا عن خراج عميق، أو التهاب في لب السن، والأطفال في هذه الحالات قد يعانون أيضًا من أعراض مصاحبة مثل:

  • رفض الأكل أو الرضاعة بسبب شدة الألم.
  • بكاء مستمر ومتواصل دون سبب واضح.
  • تورم ملحوظ في اللثة أو جانب الوجه.

ينبغي تقييم الحالة بسرعة من قبل طبيب مختص، خاصة إذا صاحبتها حمى أو خمول.

هل ألم الأسنان يؤثر على الأذن؟

نعم، لأن الضروس السفلية تقع في منطقة قريبة جدًا من الأعصاب المتصلة بالأذن، لذلك يمكن أن يمتد الألم الصادر من السن أو الفك السفلي، ليُشعر المريض وكأن مصدره الأذن نفسها، مما يسبب ارتباكًا في التشخيص، وفي بعض الحالات قد يُصاحب هذا الألم طنين في الأذن، أو شعور بالانسداد، خاصة عند وجود التهاب شديد أو خراج قريب من العصب.

هل ألم الأسنان يؤثر على العين؟

في بعض حالات الخراج العلوي أو التهاب الجيوب الفكية، يمكن أن يمتد الألم أو التورم إلى محيط العين، مسببًا ضغطًا أو تورمًا واضحًا في جفن العين أو أسفلها، وقد يكون الأمر خطيرًا إذا ترافق مع اضطراب في الرؤية أو ارتفاع في درجة حرارة الجسم.

متى يستدعي الألم المستمر زيارة طبيب الأسنان؟

راجع طبيب الأسنان في الحالات التالية:

  • ألم متواصل رغم استخدام مسكنات.
  • تورم في الخد أو اللثة.
  • رائحة كريهة من الفم.
  • نزيف من اللثة لا يتوقف.
  • صعوبة في فتح الفم أو المضغ.

كلما تم علاج السبب مبكرًا، زادت فرصة الحفاظ على السن وتجنب التعقيدات الخطيرة.

الخلاصة

ألم الأسنان ليس مجرد انزعاج عابر، بل قد يكون جرس إنذار لحالة أكثر خطورة، خاصةً عند ترافقه مع الحمى أو التورم، أو تجاوزه ليومين متتاليين، والوقاية الفعالة تكمن في العناية اليومية بالفم والفحوصات الدورية، أما عندما يتخطى الألم حدوده المعتادة، تصبح الاستشارة الطبية إجراءً حتمياً لمنع تطور المضاعفات.

المصادر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اتصل الان