دكتور كريم شيلوة

تورم اللثة

هل تعاني من تورم اللثة؟ إليك الأسباب الشائعة والحلول

تورم اللثة
تورم اللثة

تُعد اللثة المتورمة والمتهيجة من المشكلات الشائعة التي يمكن أن تثير القلق في حياة الأشخاص، ولكنها غالبًا ما تكون علامة على مشكلة بسيطة قابلة للعلاج مثل: التهاب اللثة، وقد تكون أيضًا مؤشرًا على حالة صحية أكثر خطورة، في هذه المقالة، نستعرض الأسباب المختلفة لتورم اللثة، وأعراضها، وطرق علاجها، وكيفية الوقاية منها.

ماهو سبب تورم اللثة؟

السبب الأكثر شيوعًا للتورم في اللثة هو التهاب اللثة (Gingivitis)، وهو شكل خفيف من أمراض اللثة ينشأ عادةً بسبب سوء العناية بنظافة الفم، إذ تتراكم طبقة لزجة من البكتيريا تسمى “البلاك” على الأسنان وحولها، وإذا لم يتم إزالتها بانتظام عن طريق التنظيف بالفرشاة والخيط، فإنها تتصلب وتتحول إلى “جير” (Tartar)، مما يزيد من تهيج اللثة والتهابها.

إلى جانب التهاب اللثة، توجد أسباب أخرى للتورم منها:

  • التهاب دواعم السن (Periodontitis): هو مرحلة متقدمة من التهاب اللثة غير المعالج، وفي هذه الحالة يمكن أن يؤدي الالتهاب إلى تدمير الأنسجة والعظام التي تدعم الأسنان، مما يؤدي إلى فقدانها.
  • التغيرات الهرمونية: يمكن أن تزيد التقلبات الهرمونية خلال فترات مثل: الحمل، والبلوغ، والدورة الشهرية، أو انقطاع الطمث، من تدفق الدم إلى اللثة، مما يجعلها أكثر حساسية وعرضة للالتهاب والتورم.
  • النقص الغذائي: نقص بعض الفيتامينات، وخاصة فيتامين B وفيتامين C، يمكن أن يسبب تورمًا في اللثة.
  • العدوى: يمكن أن تسبب العدوى الفيروسية أو الفطرية في الفم تورمًا في اللثة.
  • الحساسية: قد تسبب بعض مكونات معجون الأسنان أو غسول الفم أو حتى مواد الأسنان حساسية تؤدي إلى تهيج اللثة وتورمها.
  • الأسنان الصناعية وأجهزة تقويم الأسنان: قد تسبب الأطقم السنية غير الملائمة أو أجهزة التقويم تهيجًا للثة، مما يؤدي إلى تورمها.
  • جفاف الفم: قلة إنتاج اللعاب يمكن أن تسمح للبكتيريا بالتراكم وتسبب التهابًا في اللثة.
  • الحالات الصحية الأخرى: بعض الحالات مثل: مرض السكري غير المتحكم فيه والتدخين، يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بأمراض اللثة.

اسباب تورم اللثه العلويه واسباب تورم اللثه السفليه

في معظم الحالات، لا يوجد سبب محدد للتورم في اللثة العلوية أو السفلية بشكل منفصل عن الأسباب العامة المذكورة أعلاه، وغالبًا ما يحدث التورم نتيجة لأمراض اللثة أو سوء النظافة في منطقة معينة من الفم، ومع ذلك، يمكن أن يكون التورم في منطقة محددة من الفم، سواء كانت علوية أو سفلية، مرتبطًا بالآتي:

  •  التهاب حول سن معين: قد يكون هناك حشو غير لائق، أو جيب لثوي عميق، أو تسوس أسفل خط اللثة، مما يسبب التهابًا موضعيًا.
  •  عادات العناية بالأسنان: قد يكون التنظيف غير الفعال للأسنان في منطقة معينة سببًا في تراكم البلاك والجير، مما يؤدي إلى تورم اللثة في تلك المنطقة.

اسباب تورم اللثة بعد الحشو

التورم في اللثة بعد حشو الأسنان يمكن أن يكون رد فعل طبيعيًا ومؤقتًا نتيجة للتهيج الذي يحدث أثناء الإجراء، وإذا استمر التورم أو ازداد سوءًا، فقد يكون ذلك مؤشرًا على مشكلة أخرى، مثل:

  •  حافة حادة للحشو: قد يكون للحشو حافة غير مصقولة تسبب تهيجًا مستمرًا للثة.
  •   عدم ملاءمة الحشو: إذا كان الحشو غير محكم، يمكن أن تتجمع البكتيريا تحته مما يؤدي إلى التهابات.
  •   الحساسية من مادة الحشو: في حالات نادرة قد يكون لدى المريض حساسية من المادة المستخدمة في الحشو.

اسباب تورم اللثة عند الاطفال

يمكن أن يعاني الأطفال أيضًا من تورم في اللثة، وغالبًا ما يكون ذلك مرتبطًا بالآتي:

  •  البزوغ (Eruption): عند بزوغ الأسنان اللبنية أو الدائمة، يمكن أن يحدث تورم خفيف في اللثة المحيطة بالسن.
  •   التهاب اللثة: مثل البالغين يمكن أن يحدث التهاب اللثة عند الأطفال بسبب سوء نظافة الفم وتراكم البلاك، وقد أظهرت الدراسات أن التهاب اللثة شائع بين الأطفال والمراهقين، وغالبًا ما يكون غير مؤلم.
  •  التغيرات الهرمونية: خلال فترة البلوغ يمكن أن تؤثر التقلبات الهرمونية على صحة اللثة.

اسباب تورم اللثة عند الحامل

تُعرف هذه الحالة باسم “التهاب لثة الحمل” (Pregnancy Gingivitis) وهي شائعة جدًا، إذ تصيب ما يصل إلى 75% من النساء الحوامل، وتحدث بسبب التغيرات الهرمونية، خاصة ارتفاع مستويات هرمون البروجسترون، الذي يزيد من تدفق الدم إلى اللثة، مما يجعلها أكثر حساسية وتورمًا وعرضة للنزيف.

الأسباب الأخرى للتورم في اللثة في الحمل:

  •  ارتفاع الهرمونات: يزيد البروجسترون من استجابة اللثة للبلاك، مما يجعل الالتهاب أكثر حدة.
  •   العوامل الميكروبية: يمكن أن تؤثر التغيرات الهرمونية على نمو بعض أنواع البكتيريا في الفم.
  •   نقص الكالسيوم والفيتامينات: قد يؤدي عدم الحصول على تغذية كافية إلى زيادة خطر الإصابة بالتهاب اللثة.

اعراض تورم اللثة

تظهر الأعراض بشكل واضح، وتشمل:

  •  احمرار أو لون أحمر داكن للثة.
  •   تضخم اللثة أو انتفاخها.
  •   نزيف اللثة بسهولة عند تنظيف الأسنان بالفرشاة أو الخيط.
  •  ملمس طري أو رخو للثة.
  •  مظهر لامع أو أملس للثة.
  •   رائحة فم كريهة مستمرة.

أنواع التهاب اللثة

يمكن تصنيف التهاب اللثة إلى أنواع مختلفة بناءً على السبب:

  •   التهاب اللثة الناجم عن البلاك: 

هذا هو النوع الأكثر شيوعًا، وينتج عن تراكم البلاك على الأسنان.

  • التهاب اللثة غير الناجم عن البلاك: 

وهو أقل شيوعًا، وقد يكون سببه عوامل أخرى مثل: 

  • حالات الأمراض في أجهزة الجسم المختلفة (أمراض مثل السكري).
  •   الحساسية من مواد طب الأسنان.
  •     العدوى الفطرية أو الفيروسية.
  •     التغيرات الهرمونية (مثل التهاب لثة الحمل).

هل تورم اللثة خطير؟

نعم يمكن أن يكون التورم في اللثة خطيرًا إذا لم يتم علاجه، إذ يُعد التهاب اللثة حالة خفيفة وقابلة للعلاج، ولكن يمكن أن يتطور إلى التهاب دواعم السن، وهو حالة أكثر خطورة يمكن أن تسبب تدميرًا للعظام والأنسجة التي تدعم الأسنان، مما يؤدي في النهاية إلى فقدانها.

هل تورم اللثة يسبب فقدان الأسنان؟

نعم يمكن أن يؤدي التورم في اللثة غير المعالج إلى فقدان الأسنان، ويحدث هذا عندما يتطور التهاب اللثة إلى التهاب دواعم السن، في هذه المرحلة تبدأ البكتيريا في تدمير العظام والأربطة التي تثبت الأسنان في مكانها، مما يؤدي إلى خلخلتها وسقوطها.

متى يجب زيارة الطبيب لتورم اللثة؟

يجب زيارة طبيب الأسنان إذا استمر التورم لأكثر من أسبوعين أو إذا لاحظت الأعراض التالية:

  •  نزيف حاد من اللثة.
  •  ألم شديد.
  •  تغيرات في اللثة أو الأسنان.
  •   فقدان الأسنان.
  •   صعوبة في الأكل أو التحدث.

علاج اللثه المتورمه

يعتمد العلاج على السبب الكامن وراء التورم، إذ يقوم طبيب الأسنان بتشخيص الحالة ووضع خطة علاجية مناسبة، والتي قد تشمل:

  •  تنظيف الأسنان الاحترافي: يقوم طبيب الأسنان بإزالة البلاك والجير المتراكم على الأسنان وتحت خط اللثة.
  •  تنظيف عميق (تقليح وكشط الجذور): في حالة التهاب دواعم السن، قد يوصي الطبيب بتنظيف عميق لإزالة الجير من تحت خط اللثة.
  •   المضادات الحيوية: يمكن وصفها للتحكم في العدوى البكتيرية.
  •  العناية المنزلية: يجب على المريض الالتزام بتعليمات الطبيب بخصوص العناية اليومية بالفم، مثل: تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط بانتظام.
  •  الترميمات السنية: إذا كان هناك حشو أو تركيبات سنية غير لائقة، قد يوصي الطبيب باستبدالها.

كم يستغرق علاج تورم اللثة؟

إذا كان التورم ناتجًا عن التهاب بسيط في اللثة، فغالبًا ما تتحسن الحالة بشكل كبير بعد التنظيف الاحترافي بفترة تتراوح بين بضعة أيام وأسبوعين، مع الالتزام الجيد بالعناية المنزلية، أما إذا كانت الحالة متقدمة (التهاب دواعم السن)، فقد يستغرق العلاج وقتًا أطول وقد يتطلب زيارات متعددة للطبيب.

هل يمكن أن يعود تورم اللثة بعد العلاج؟

نعم يمكن أن يعود التورم إذا لم يتم الالتزام بالعناية بنظافة الفم، إذ تمثل العناية اليومية بالأسنان، والزيارات الدورية لطبيب الأسنان المفتاح لمنع عودة الحالة.

نصائح للحفاظ على صحة اللثة

  •   تنظيف الأسنان بالفرشاة مرتين يوميًا: استخدم فرشاة أسنان ذات شعيرات ناعمة، ومعجون أسنان يحتوي على الفلورايد.
  •  استخدام خيط الأسنان يوميًا: لإزالة جزيئات الطعام والبلاك من بين الأسنان إذ إنها لا تتحقق بالفرشاة فقط.
  •   شطف الفم: استخدام غسول فم مطهر، يمكن أن يساعد في تقليل البكتيريا.
  •  زيارة طبيب الأسنان بانتظام: لإجراء الفحوصات والتنظيفات الاحترافية.
  •  تجنب التدخين: التدخين يضعف الجهاز المناعي ويزيد من خطر الإصابة بأمراض اللثة.
  •  اتباع نظام غذائي صحي: تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن يساهم في صحة اللثة والأسنان.

الخاتمة

يُعد التورم في اللثة بمثابة جرس إنذار من الجسم، ينبهنا إلى ضرورة الاهتمام بصحة الفم، إنه ليس مجرد عرض مزعج، بل قد يكون مؤشرًا على التهاب اللثة، وهو حالة يمكن الوقاية منها وعلاجها بسهولة إذا تم التعامل معها في مراحلها المبكرة، وإهمال هذه العلامة يمكن أن يؤدي إلى تداعيات خطيرة تصل إلى فقدان الأسنان، لذلك تذكر دائمًا أن العناية الروتينية بنظافة الفم، والزيارات الدورية لطبيب الأسنان، هي استثمار حقيقي في صحتك العامة.

المصادر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اتصل الان