أسباب تكسر الأسنان وطرق علاج السن المكسور

أسباب تكسر الأسنان وطرق علاج السن المكسور للحفاظ على ابتسامة صحية

تكسر الأسنان ليس مجرد مشكلة تجميلية، بل حالة مرضية معقدة قد تهدد بنية السن وصحته على المدى الطويل، وتبدأ القصة غالبًا بشرخ صغير غير ملحوظ، لكنه سرعان ما يتطور تحت تأثير المضغ أو العوامل الميكانيكية ليصل إلى طبقات أعمق، مسببًا ألماً وصعوبة في الأكل وربما التهابات في لب السن، ومع تنوع أسباب التكسر في الأسنان يصبح الوعي المبكر والتشخيص الدقيق حجر الأساس في تجنب فقدان السن، تابع هذه المقالة لتعرف أكثر عن أسباب التكسر في الأسنان وطرق علاجها الفعالة للحفاظ على ابتسامة صحية وفم سليم.

أسباب تكسر الأسنان وطرق علاج السن المكسور
أسباب تكسر الأسنان وطرق علاج السن المكسور

ماهو سبب تكسر الاسنان

تكسر الأسنان (Cracked Tooth أو Fractured Tooth) يُشير إلى وجود شق أو كسر في بنية السن قد يكون بسيطاً في المينا، أو يمتد ليشمل العاج، أو حتى لب السن (pulpa)، وقد يصل في بعض الحالات إلى الجذور، ومن أهم الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى تكسر الأسنان:

1. الشيخوخة والبلى الطبيعي

مع التقدم في العمر تتعرض الأسنان للتآكل الداخلي والتغيير في البنية الميكانيكية، مما يجعلها أقل مقاومة للإجهاد.

2. التعرض لإجهاد ميكانيكي متكرر

  • طحن الأسنان (Bruxism) وخاصة أثناء النوم، مما يجهد المينا والعاج عبر الضغوط المتكررة. 
  • العض على أطعمة أو أجسام صلبة (مثل: قطع من المكسرات، أو الثلج، أو البذور أو الحبوب الصلبة) تسبب ضغوطاً عالية موضعية. 
  • التغيّرات المفاجئة في درجة الحرارة داخل الفم (تناول شيء ساخن جداً ثم شيء بارد أو العكس) قد تُسهم في حدوث تشققات دقيقة. 

3. ترميمات كبيرة أو علاج لبى سابق

السن الذي يحتوي على حشوة كبيرة أو سبق أن خضع لعلاج قناة الجذر (Root canal) يكون أضعف ميكانيكياً، وقد تُضيف الترميمات الكبيرة أو الأجزاء التي تغطي مساحة واسعة من السن إجهادات إضافية تؤدي إلى تكسر السن. 

4. رضوض أو إصابات مباشرة

تعرض الفم لضربة أو حادث، أو سقوط، أو إصابة أثناء الرياضة قد يُحدث شرخاً أو كسرًا مباشرًا في السن. 

5. التركيب التشريحي للسن وموقعه

الأضراس الخلفية غالبًا ما تتحمل ضغوط المضغ القوي، وهي أكثر عرضة للتكسر من الأسنان الأمامية في بعض الحالات، وكذلك وجود تجاويف عميقة أو حواف ضعيفة من الترميمات يزيد من المخاطر. 

تكسر الاسنان من الداخل

المقصود بتكسر الأسنان من الداخل هو وجود شقوق داخلية (Internal Cracks) قد لا تكون مرئية خارجيًا، لكنها تمتد عبر العاج، وقد تصل إلى اللب، مسببة الألم الحاد أو تختفي بعض الأعراض لكنها تشكل خطراً إذا ما تفاقمت، وفيما يلي بعض النقاط المهمة فيما يخص التكسر الداخلي:

  • إحصاىيّا: وجد أن نحو 89% من الأسنان التي تم علاجها لتكسر خارجي كانت تحوي شقوقًا داخلية. 
  • وجود ألم عند العض (عند اللدغ) أو ألم عند الإفراج من العض (عند فك العضّة) يُعد مؤشرًا مرجحًا لوجود شق داخلي. 
  • عندما يكون التكسر الخارجي متصلًا بترميم قديم، أو يمتد إلى سطح المضغ (occlusal surface)، فذلك يزيد احتمال وجود كسر داخلي. 
  • تحديد وجود الشق الداخلي يتطلب غالبًا فحوصات متخصصة مثل: التصوير الشعاعي، واستخدام الأصباغ، وكذلك تقنية التنوير (transillumination) لكشف الخطوط الدقيقة. 

أسباب تكسر الأسنان عند النساء

على الرغم من أن الكثير من العوامل التي تُسبب تكسر الأسنان مشتركة بين الجنسين، إلا أن الدراسات أظهرت بعض الفروق المتعلقة بالنساء:

  • إحصاىيّا: تُعد المرأة أكثر احتمالاً لامتلاك شقوق داخلية مقارنة بالرجال. 
  • بعض الفرضيات تفترض أن التغيرات الهرمونية التي تصاحب فترات مثل: انقطاع الطمث أو انخفاض مستويات الإستروجين قد تؤثر على كثافة العظام ولحمية اللثة، وربما تغيير في صلابة الأسنان أو قدرتها على مقاومة الإجهادات، لكن الأدلة العلمية المباشرة لا تزال محدودة في هذا الأمر. 
  • كذلك، النساء أكثر عرضة للمشاكل مثل: هشاشة العظام والتغيرات الميكانيكية في العظام، مما قد يؤثر بشكل غير مباشر على نسبة تحمل السن للضغوط. لكن التأكيد لا يزال يحتاج مزيدًا من الأبحاث.

تكسر الأسنان الأمامية

الأسنان الأمامية خاصة القواطع (incisors) والأنياب (canines)، لها مميزات وقدرات مختلفة:

  • بسبب موقعها الأمامي: هي عرضة أكثر للإصابات والرّضوض (ضربات مُباشرة عند السقوط أو في الحوادث أو أثناء ممارسة الرياضة). 
  • من الناحية التجميلية: أي تكسر أمامي يؤثر كثيرًا على الثقة بالنفس والمظهر، لذا فإن علاجها يُعطى أولوية عالية عند المرضى والاختصاصيين.
  • يكون التشخيص في بعض الأحيان أسهل عندما يكون التكسر أماميًا، فالرؤية تكون مباشرة ويمكن استخدام أساليب مثل: التنوير الداخلي (transillumination) لتحديد وجود الخطوط.
  • أما علاج الأسنان الأمامية: فيحتاج أيضًا مراعاة الجانب التجميلي، إذ يتم استخدام مواد التركيب التي تشبه لون الأسنان، وربما قشور (veneers)، وترميمات تجميلية دقيقة للحفاظ على المظهر الطبيعي. 

علاج تكسر الاسنان

العلاج يعتمد بصورة كبيرة على:

  • مدى العمق والطول للكسر (هل يقتصر على المينا؟ هل يمتد إلى العاج أو اللب؟)
  • موقع الكسر (سطحي أم تحت خط اللثة؟)
  • وجود ألم أو حساسية
  • ما إذا كان السن مغطى بحشوات كبيرة أو سبق أن خضع لعلاج لبى أو قناة الجذر

ويكون العلاج كالآتي: 

1. المراقبة والمتابعة دون تدخل فوري

في الحالات التي يكون فيها الكسر بسيطًا، بدون ألم، دون امتداد إلى اللب ولا يؤثر على الوظيفة، يمكن مراقبة السن المكسور دوريًا. 

2. الحشوات والتعبئة (Bonding / Direct Restoration)

إذا كان الكسر أساسيًا في المينا أو العاج السطحي، يمكن استخدام الراتنج المركّب (Composite resin) لإصلاح الكسر، وإعادة بناء السطح المُتضرر. 

3. الأغطية (Crown)

عندما يكون الكسر كبيرًا أو السن يحتوي على ترميم كبير، تُستخدم التاج الكامل (Porcelain or ceramic crown) لتغطية السن المكسور بالكامل وحمايته من التمزق الإضافي. 

4. علاج لبى/ قناة جذر (Root canal treatment)

إذا وصل الكسر إلى اللب وسبّب التهابه أو العدوى، فيُستخدم علاج قناة الجذر لإزالة الأنسجة المتضررة وتنظيف القناة ثم إغلاقها، مع تغطية السن المكسور بتاج لمنع الكسر من التوسع. 

5. إزالة السن (Extraction)

في الحالات التي يكون فيها الكسر شديدًا، يمتد تحت خط اللثة أو في الجذر، أو أجزاء كبيرة من السن لا يمكن ترميمها، قد يكون الخيار الوحيد هو خلع السن المكسور واستبداله بجسر أو زرعة. 

6. إجراءات داعمة ومُكملة

  • تعديل الإطباق (Occlusal adjustment) لضمان أن السن لا يتعرض لضغط إضافي من الأسنان المقابلة. 
  • استخدام واقٍ ليلي (Night guard) لمن يعانون من طحن الأسنان. 
  • العناية بنظافة الفم لتقليل خطر العدوى وزيادة قدرة السن على التعافي. 

تصليح الاسنان المكسورة

عملية التصليح تتضمن عدة مراحل وتُستخدم مواد وتقنيات متعددة، والهدف هو استعادة الوظيفة والمظهر ومنع تفاقم الكسر، فيما يلي خطوات عامة لتصليح الأسنان المكسورة:

1. التشخيص الدقيق

  • أخذ التاريخ المرضي: (متى بدأت الأعراض، هل كان هناك صدمة مباشرة، هل الألم عند العض أو عند التغير الحراري). 
  • الفحص السريري: بما في ذلك استخدام الضوء المنير (transillumination)، أصباغ للكشف عن الشقوق. 
  • التصوير الشعاعي (X-ray) : وقد يُستخدم التصوير المقطعي المخروطي (CBCT) في بعض الحالات لتحديد امتداد الكسر. 

2. التخطيط للعلاج بناءً على مدى الكسر

  • إذا الكسر سطحي: ترميم مباشر بالحشوة المركّبة.
  • إذا العجز أكبر أو الترميم السابق كبير: استخدام تاج شامل أو تاج جزئي مع الحفاظ على الجزء السليم من السن.
  • إذا اللب متأثرًا: علاج قناة الجذر متبوع بتاج.
  • في حالة عدم صلاحية السن: الخلع + تعويض.

3. التنفيذ باستخدام مواد مناسبة

  • حشوات تجميلية (composite) قريبة من لون الأسنان، تُعبأ بحيث تمتد قليلاً فوق خط الكسر إن أمكن لتقويته.
  • تاج من مواد خزفية أو سيراميك لحماية السن بعد إزالة الجزء المتضرر.

4. المتابعة والرعاية اللاحقة

  • فحص دوري للتأكد من عدم انتشار الكسر أو حدوث الألم أو الالتهاب.
  • المحافظة على نظافة الفم الجيدة، والغسل والتنظيف بالفرشاة والخيط.
  • حماية السن من العوامل الضاغطة مثل: العض على الأشياء الصلبة أو الطحن الليلي.

5. التعامل مع الألم والعدوى إن وجدت

  • استخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية لتخفيف الألم والتورم. 
  • في حالة العدوى: قد يُستخدم مضاد حيوي حسب الحالة، لكن غالبًا يكون علاج القناة ضرورياً.

الخاتمة

تكسر الأسنان مشكلة شائعة تمس كثيرًا من الناس، وقد تكون أعراضها خفيفة أو حادة، وقد تظهر فجأة أو تتطور بمرور الزمن، والتشخيص المبكّر مهم جدًا للحفاظ على السن وتجنّب مضاعفات مثل: العدوى أو فقد الأسنان، واختيار العلاج المناسب يعتمد على مدى الكسر، وموقعه، وإذا ما تأثر اللب، ومدى ترميم السن أو تعرض السن لضغوط إضافية، والتصليح السليم إلى جانب العناية اليومية والوقاية يمكن أن يحافظا على ابتسامة صحية ووظيفة الأسنان لأطول فترة ممكنة.

المصادر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اتصل الان