دكتور كريم شيلوة

انواع زراعة الاسنان

دليل المريض: ما يجب معرفته عن كل نوع من انواع زراعة الاسنان

انواع زراعة الاسنان
انواع زراعة الاسنان

يُعد زرع الأسنان من الحلول الحديثة والفعّالة لتعويض الأسنان المفقودة، وقد أحدث ثورة في مجال طب الأسنان الترميمي، فهو لا يقتصر على استعادة المظهر الجمالي للابتسامة فحسب، بل تمتد فوائده لتشمل: استعادة وظائف المضغ والنطق بشكل طبيعي، ومع تزايد الوعي بأهمية صحة الفم والأسنان أصبح الكثيرون يبحثون عن حلول دائمة وفعالة لمشكلة فقدان الأسنان، وهو ما يجعل زرع الأسنان الخيار الأفضل للكثير من الحالات، في هذه المقالة نستعرض كافة الجوانب المتعلقة بزرع الأسنان، بدءاً من تعريفها، مروراً بانواع زراعة الاسنان ومميزاتها وعيوبها، وصولاً إلى نصائح العناية بعد الإجراء.

ما هي زراعة الأسنان؟

زرع الأسنان (Dental Implants) هي عملية جراحية تهدف إلى استبدال جذور الأسنان المفقودة بأساسات معدنية تشبه المسمار، وتُصنع غالباً من مادة التيتانيوم، وتُزرع هذه الأساسات جراحياً في عظام الفك أسفل اللثة، وبمجرد اندماجها مع العظم، تُثبّت عليها أسنان اصطناعية ثابتة أو أطقم أسنان قابلة للإزالة، وتُعرف عملية الاندماج هذه باسم “التكامل العظمي” (Osseointegration)، وهي ما يميز زراع الأسنان عن غيره من الحلول الأخرى، ففي هذه العملية ينمو عظم الفك حول الزرعة، مما يثبتها بقوة ويجعلها جزءاً لا يتجزأ من الفك، تماماً مثل جذر السن الطبيعي، ويتم إجراء زرع الأسنان عادةً من قبل أخصائيين في طب الأسنان مثل جراحي الفم والوجه والفكين، أو أطباء الأسنان العامين الذين لديهم تدريب متخصص في هذا المجال، وتتطلب العملية تقييماً شاملاً للحالة الصحية للفم والعظام، وقد يشتمل ذلك على صور بالأشعة السينية أو الأشعة المقطعية لتحديد كثافة العظم وموقعه.

مميزات زراعة الأسنان

يتميز زرع الأسنان بالعديد من الفوائد التي تجعله خياراً مفضلاً لدى الكثير من المرضى والأطباء على حد سواء، وهذه المزايا لا تقتصر على المظهر الجمالي فقط، بل تمتد لتشمل الجوانب الوظيفية والصحية أيضاً كالآتي: 

  •  تحسين المظهر الجمالي: إذ تبدو الأسنان المزروعة وكأنها أسنان طبيعية، لأنها مصممة لتندمج مع العظم، وذلك يمنح المريض ابتسامة طبيعية وجذابة، مما يعزز الثقة بالنفس.
  •  استعادة القدرة على النطق: إذ إن فقدان الأسنان قد يؤثرعلى النطق، مما يجعل بعض الكلمات صعبة النطق.
  •  سهولة الأكل والمضغ: على عكس أطقم الأسنان القابلة للإزالة التي قد تنزلق وتجعل الأكل صعباً، إذ تعمل الزرعات كجذور للأسنان الاصطناعية، مما يسمح للمريض بتناول الأطعمة المفضلة لديه دون ألم أو قلق.
  •  الحفاظ على صحة العظم والأسنان المجاورة: فقدان الأسنان يمكن أن يؤدي إلى تآكل عظم الفك في منطقة الفراغ، ولكن تحفز زراعة الأسنان العظم وتمنع تآكله، مما يحافظ على بنية الوجه. بالإضافة إلى ذلك، لا تتطلب زراعة الأسنان برد أو تجهيز الأسنان المجاورة كما هو الحال في الجسور السنية، مما يحافظ على سلامة الأسنان الطبيعية.
  •  الراحة والمتانة: زراعة الأسنان لا تسبب أي إزعاج، ولا حاجة لإزالتها للتنظيف، وهي مصممة لتكون حلاً طويل الأمد، حيث يمكن أن تدوم مدى الحياة إذا تم الاعتناء بها بشكل جيد.
  •   ارتفاع معدلات النجاح: تتمتع زراعة الأسنان بمعدلات نجاح عالية جداً، تصل إلى 95% أو أكثر، خاصةً  في حالة المرضى الذين يتمتعون بصحة جيدة ويتمتعون بعناية فموية جيدة.

عيوب زراعة الأسنان

على الرغم من المزايا العديدة، يحمل زرع الأسنان بعض العيوب أو المخاطر المحتملة التي يجب على المريض أن يكون على دراية بها قبل اتخاذ القرار، وهذه المخاطر نادرة بشكل عام ولكنها قد تحدث، و هي كالآتي: 

  •   التكلفة: يُعد زرع الأسنان من الإجراءات المكلفة مقارنة بالحلول الأخرى مثل: الجسور أو أطقم الأسنان، وتكون التكلفة حسب عدد الزرعات ونوعها والمواد المستخدمة ومكان العيادة.
  •   وقت العلاج: عملية زرع الأسنان ليست سريعة، بل تتطلب عدة أشهر حتى يتم إكمالها، وذلك لأنها تتضمن مراحل متعددة، أهمها فترة “التكامل العظمي” التي قد تستغرق من 3 إلى 6 أشهر للسماح للزرعة بالاندماج مع العظم.
  •  العملية الجراحية: زرع الأسنان هي عملية جراحية، مثل أي عملية جراحية، تحمل مخاطر محتملة مثل: العدوى، وتلف الأعصاب، أو إصابة الهياكل المجاورة مثل: الأوعية الدموية، ويمكن أن تظهر بعض الأعراض بعد العملية مثل: التورم، والألم، أو النزيف.
  •  فشل الزرعة: على الرغم من ارتفاع معدلات النجاح، هناك احتمال لفشل الزرعة في الاندماج مع العظم، وقد يحدث ذلك بسبب عدم كفاية العظم، أو التدخين، أو أمراض اللثة غير المعالجة، أو بعض الحالات الصحية مثل: مرض السكري غير المسيطر عليه.
  •   الحاجة إلى إجراءات إضافية: في بعض الحالات قد لا يكون لدى المريض ما يكفي من عظم الفك لدعم الزرعات، مما يتطلب إجراءات إضافية مثل: زراعة العظم (Bone Grafting)، أو رفع الجيب الفكي (Sinus Lift)، وهذا يزيد من التكلفة والوقت اللازمين للعلاج.

أنواع زرعات الأسنان

تختلف أنواع زرعات الأسنان حسب طريقة زراعتها ومكانها في الفم، والنوعان الأكثر شيوعاً هما: الزرعات داخل العظم والزرعات فوق العظم.

1. الزرعات داخل العظم (Endosteal Implants)

هذا هو النوع الأكثر شيوعاً من زرع الأسنان، وتوضع هذه الزرعات جراحياً مباشرةً في عظم الفك، وهي تشبه البراغي الصغيرة، أو الشفرات، أو الأسطوانات، ويستخدم هذا النوع كبديل للأسنان المفقودة، وعادة ما يستخدم في المرضى الذين لديهم عظم فك صحي وكافٍ.

الزرعات داخل العظم
الزرعات داخل العظم

2. الزرعات فوق العظم (Subperiosteal Implants)

هذه الزرعات توضع فوق عظم الفك، وتحت اللثة، وتتكون من إطار معدني يتم وضعه على عظم الفك، وتبرز منه دعامات صغيرة من خلال اللثة لتثبيت السن الاصطناعي، وهذا النوع من الزرعات كان يستخدم في الماضي للحالات التي لا تملك عظم فك كافٍ، ولكن استخدامه أصبح أقل شيوعاً مع تطور تقنيات زراعة العظم.

الزرعات فوق العظم
الزرعات فوق العظم

بالإضافة إلى الأنواع الرئيسية، هناك تصنيفات أخرى لزرع الأسنان بناءً على عدد الأسنان التي يتم استبدالها:

  •  زراعة سن واحد: يتم زرع دعامة واحدة في عظم الفك لسن واحد مفقود.
  •   زراعة جسر ثابت: في حالة فقدان عدة أسنان متجاورة، يمكن زرع دعامتين أو أكثر لتثبيت جسر يغطي الفراغ.
  •  زراعة طقم كامل: يُستخدم هذا الحل لاستبدال جميع الأسنان في الفك العلوي أو السفلي، ويمكن استخدام 4 أو 6 أو 8 زرعات لتثبيت طقم كامل ثابت، مما يوفر ثباتاً وقوة أفضل من الأطقم القابلة للإزالة.

أفضل أنواع الأسنان للزراعة

المادة الأكثر استخداماً في زراعة الأسنان هي التيتانيوم، ويتميز هذا المعدن بتوافقه الحيوي العالي، مما يعني أن الجسم لا يرفضه، وله قدرة فريدة على الاندماج مع العظم، فالتيتانيوم خفيف الوزن، وقوي، ومقاوم للتآكل، وفي بعض الأحيان يمكن استخدام مادة الزركونيا وهي مادة خزفية (سيراميك) تتميز بلونها الأبيض، مما يجعلها خياراً جذاباً من الناحية الجمالية، خاصة في المناطق الأمامية من الفم، والزركونيا أيضاً متوافقة حيوياً وقوية، ولكنها قد تكون أكثر عرضة للكسر من التيتانيوم في بعض الحالات، وبشكل عام يعتبر التيتانيوم هو الخيار الأفضل والأكثر شيوعاً، ولكن اختيار المادة يعتمد على عوامل متعددة يحددها طبيب الأسنان.

كم تستغرق زراعة الأسنان؟

الوقت اللازم لإتمام عملية زرع الأسنان يختلف من حالة لأخرى، ولكنه بشكل عام يستغرق عدة أشهر، ويمكن تقسيم العملية إلى عدة مراحل:

  • التقييم الأولي والتخطيط: تستغرق هذه المرحلة من جلسة إلى جلستين، ويقوم الطبيب بفحص الفم، وأخذ الأشعة السينية، وأخذ طبعات للأسنان لتحديد أفضل خطة علاجية.
  • العملية الجراحية لزرع الدعامة: تستغرق هذه العملية حوالي ساعة إلى ساعتين، حسب عدد الزرعات، وبعد العملية يحتاج المريض لفترة للتعافي.
  • فترة التكامل العظمي: هذه هي أطول مرحلة في العلاج، وتستغرق عادة من 3 إلى 6 أشهر، خلال هذه الفترة، ينمو عظم الفك حول الزرعة ويثبتها بقوة.
  • تثبيت الدعامة السنية (Abutment): بعد اكتمال التكامل العظمي، يتم تثبيت دعامة صغيرة على الزرعة، وتُعرف باسم “التاج المؤقت”، وتستغرق هذه المرحلة حوالي أسبوعين إلى أربعة أسابيع حتى تلتئم اللثة حولها.
  • تركيب السن الاصطناعي (التاج): بعد التئام اللثة، يتم أخذ طبعة جديدة للسن المؤقت لتصميم السن الاصطناعي الدائم (التاج)، ويتم تركيب هذا التاج في جلسة أخيرة.

في بعض الحالات يمكن إجراء زرع الأسنان الفورية، حيث يتم خلع السن وتركيب الزرعة في نفس الجلسة، وهذه الطريقة ليست مناسبة لجميع الحالات وتعتمد على كثافة العظم وحالة اللثة.

متى تلتئم اللثة بعد زراعة الأسنان؟

تختلف مدة التئام اللثة بعد زراعة الأسنان من شخص لآخر، ولكنها عادة ما تكون سريعة نسبياً، وقد يحدث بعد العملية الجراحية لزرع الدعامة: تورم بسيط أو نزيف خفيف، وعادة ما يختفي خلال بضعة أيام، والتئام اللثة السطحي حول الجرح يستغرق حوالي أسبوع إلى أسبوعين.

أما الالتئام الكامل للثة حول الدعامة السنية (التاج المؤقت) فيستغرق من أسبوعين إلى أربعة أسابيع قبل أن يتم تركيب السن الدائم، وخلال هذه الفترة من المهم جداً اتباع تعليمات الطبيب للحفاظ على نظافة الفم وتجنب أي ضغط على المنطقة.

الفرق بين الزراعة والتركيب

يخلط الكثير من الناس بين زرع الأسنان وتركيب الأسنان (الجسور)، وعلى الرغم من أن كليهما يهدف إلى استعادة الأسنان المفقودة، إلا أن هناك فروقاً جوهرية بينهما موضحه فيما يلي:

  زراعة الأسنان:

  •  الطريقة: يتم زرع دعامة (جذر) في عظم الفك.
  • التأثير على الأسنان المجاورة: لا تؤثر على الأسنان المجاورة، ولا تتطلب بردها أو إضعافها.
  • الاستدامة: تدوم لسنوات طويلة، وغالباً مدى الحياة إذا تم الاعتناء بها بشكل جيد.
  • التكلفة: عادة ما تكون أعلى تكلفة.
  • التأثير على عظم الفك: تمنع تآكل عظم الفك وتحفزه.

 تركيب الأسنان (الجسور):

  • الطريقة: جسر من الأسنان الاصطناعية يتم تثبيته على الأسنان المجاورة للفراغ.
  • التأثير على الأسنان المجاورة: تتطلب برد وتجهيز الأسنان المجاورة لتكون بمثابة دعامات للجسور، مما قد يضعفها ويجعلها عرضة للتسوس.
  • الاستدامة: تدوم لمدة 5 إلى 15 عاماً في المتوسط، وقد تحتاج إلى استبدال.
  • التكلفة: أقل تكلفة من الزراعة.
  • التأثير على عظم الفك: لا تمنع تآكل العظم تحت الجسر، إذ لا يوجد جذر يحفز العظم.

باختصار، زرع الأسنان هو حل أكثر استدامة، وله فوائد صحية أعمق من الجسور، على الرغم من تكلفته العالية ووقته الطويل.

أهم نصائح العناية بالأسنان بعد الزراعة

العناية الجيدة بعد عملية زرع الأسنان أمر بالغ الأهمية لضمان نجاحها واستمرارها لفترة طويلة، و إليك بعض النصائح التي يجب اتباعها بعد زراعة الأسنان: 

  • النظافة الفموية: العناية بالأسنان المزروعة تشبه تماماً العناية بالأسنان الطبيعية، إذ يجب تنظيفها بالفرشاة مرتين يومياً على الأقل، باستخدام فرشاة أسنان ناعمة.
  • استخدام خيط الأسنان: استخدام خيط الأسنان أو فرشاة التنظيف بين الأسنان (Interdental Brush) أمر مهم لإزالة بقايا الطعام والبلاك من بين الزرعات والأسنان المجاورة.
  • استخدام غسول الفم: يمكن استخدام غسول فم مطهر يصفه الطبيب، خاصة في الأيام الأولى بعد العملية، لتقليل خطر العدوى.
  • الزيارات الدورية للطبيب: يجب الالتزام بالمواعيد الدورية مع طبيب الأسنان لفحص الزرعات وتنظيفها بشكل احترافي.
  • الابتعاد عن العادات السيئة: تجنب فتح الأشياء الصلبة بالأسنان المزروعة، وتجنب قضم الثلج أو الأطعمة الصلبة جداً.
  • الإقلاع عن التدخين: التدخين يقلل من تدفق الدم إلى اللثة، مما يؤخر الشفاء ويزيد من خطر فشل الزرعة.

الممنوعات بعد زراعة الأسنان

لتجنب أي مضاعفات بعد عملية زرع الأسنان، هناك بعض الأشياء التي يجب تجنبها، خاصةً خلال فترة الشفاء الأولية توضحها فيما يلي:

  • الأكل الصلب والمقرمش: تجنب تناول الأطعمة الصلبة مثل: المكسرات أو البسكويت المقرمش في الأيام الأولى بعد العملية.
  • المشروبات والأطعمة الساخنة: تجنب المشروبات الساخنة جداً أو الحساء الساخن في أول يومين لتجنب النزيف.
  • المشروبات الكحولية: تجنب الكحول لأنه يمكن أن يؤثر على عملية التئام الجرح.
  • التدخين: كما ذُكر سابقاً، يجب تجنب التدخين تماماً خلال فترة الشفاء.
  • الأنشطة البدنية العنيفة: تجنب التمارين الرياضية الشاقة أو رفع الأثقال خلال الأيام القليلة الأولى بعد الجراحة لتجنب زيادة تدفق الدم إلى المنطقة الجراحية.
  • الضغط على المنطقة: لا تحاول لمس أو الضغط على الزرعة أو مكان الجرح بلسانك أو بأصابعك.

خاتمة

تعتبر زراعة الأسنان حلاً متطوراً وفعالاً لاستعادة الابتسامة وصحة الفم، وهي توفر بديلاً دائماً وجمالياً للأسنان المفقودة، مع الحفاظ على عظم الفك وصحة الأسنان المجاورة، على الرغم من أن العملية قد تكون مكلفة وتتطلب وقتاً طويلاً، إلا أن نتائجها تستحق العناء، ومن خلال فهم أنواعها، ومميزاتها، وعيوبها، واتباع نصائح العناية بعد العملية، يمكن للمريض اتخاذ قرار مستنير وضمان نجاح العلاج على المدى الطويل، واستشارة طبيب أسنان متخصص هي الخطوة الأولى والأهم نحو استعادة ابتسامة صحية وجميلة.

المصادر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اتصل الان