علاج نزيف اللثة

علاج نزيف اللثة: ونصائح للحد من النزيف وتقوية اللثة

نزف اللثة من الأعراض الشائعة التي قد يمر بها الكثيرون في حياتهم، وغالبًا ما يكون مؤشرًا على وجود مشكلة في صحة الفم والأسنان، وقد يظهر النزيف بشكل بسيط أثناء تنظيف الأسنان بالفرشاة أو الخيط، أو قد يكون أكثر وضوحًا أثناء تناول الطعام أو حتى أثناء النوم، ورغم أن البعض يتجاهل هذه العلامة، إلا أن النزيف من اللثة قد يكون إنذارًا مبكرًا لأمراض اللثة التي قد تتطور مع الوقت إذا لم تُعالج، وفي هذه المقالة نستعرض أسباب نزف اللثة، والأعراض، والحالات الخاصة مثل: النزيف من اللثة عند الحامل أو الأطفال، وأيضًا النزيف من اللثة أثناء النوم أو أثناء تنظيف الأسنان، كما سنركز على العلاجات المتاحة، والأطعمة المفيدة لتقوية اللثة، ونصائح عملية تساعد في الحد من النزيف والحفاظ على صحة الفم.

نزيف اللثة

النزيف من اللثة هو خروج الدم من أنسجة اللثة المحيطة بالأسنان، ويُعتبر أحد العلامات المبكرة التي تدل على وجود التهاب في اللثة (Gingivitis) أو مشكلات أكثر تقدمًا مثل: أمراض دواعم الأسنان (Periodontal disease)، وعادةً ما يحدث النزيف بسبب تراكم اللويحة الجرثومية (Plaque) على سطح الأسنان واللثة، حيث تحتوي هذه اللويحة على بكتيريا تؤدي إلى تهيج اللثة والتهابها، وإذا لم تتم إزالة اللويحة بانتظام عن طريق تنظيف الأسنان، فإنها تتصلب لتتحول إلى جير (Calculus) يزيد من شدة الالتهاب والنزيف، وقد يكون النزيف بسيطًا ومؤقتًا، أو قد يتكرر بشكل مستمر مما يستدعي استشارة الطبيب للتأكد من السبب وعلاجه.

أعراض نزيف اللثة

النزيف من اللثة لا يأتي غالبًا بمفرده، بل يرافقه مجموعة من الأعراض التي تشير إلى وجود مشكلة في صحة اللثة كالآتي:

  • احمرار وانتفاخ اللثة: حيث تبدو اللثة متورمة وأكثر حساسية.
  • ألم أو انزعاج عند المضغ: نتيجة الالتهاب.
  • رائحة فم كريهة (Halitosis) : بسبب نشاط البكتيريا.
  • انحسار اللثة: حيث يبدأ خط اللثة في الانسحاب عن الأسنان.
  • حساسية الأسنان: مع تراجع اللثة قد تنكشف جذور الأسنان مسببة حساسية.
  • خلخلة الأسنان: في المراحل المتقدمة من أمراض اللثة.

ظهور هذه الأعراض مع نزيف متكرر يستدعي مراجعة طبيب الأسنان لتشخيص الحالة بدقة.

أسباب نزيف اللثة

هناك عدة أسباب محتملة للنزيف من اللثة، منها ما يتعلق بنظافة الفم، ومنها ما يرتبط بحالات طبية أخرى كالآتي:

1. التهاب اللثة: وهو السبب الأكثر شيوعًا، وينتج عن تراكم اللويحة الجرثومية.

2. أمراض دواعم الأسنان: هي مرحلة متقدمة من التهاب اللثة تؤدي إلى فقدان العظم الداعم للأسنان.

3. تنظيف الأسنان بعنف: استخدام فرشاة خشنة أو الضغط الزائد قد يسبب نزيفًا مؤقتًا.

4. نقص الفيتامينات: خاصة فيتامين C وفيتامين K.

5. الأدوية: مثل: مضادات التخثر (الوارفارين) أو الأسبرين.

6. التغيرات الهرمونية: كما في الحمل أو سن البلوغ.

7. أمراض جهازية: مثل: السكري أو اضطرابات تخثر الدم.

8. التدخين: يزيد من قابلية اللثة للالتهاب والنزيف.

نزيف اللثة أثناء النوم

يلاحظ بعض الأشخاص وجود دم في الفم عند الاستيقاظ صباحًا، وهو ما يُعرف بنزف اللثة أثناء النوم، وهذه الحالة غالبًا ما تشير إلى التهاب اللثة غير المعالج أو تراكم الجير على الأسنان.

من الأسباب الأخرى:

  • جفاف الفم نتيجة التنفس من الفم أثناء النوم.
  • استخدام أطقم أسنان غير مناسبة.
  • اضطرابات النزيف أو تناول أدوية مميعة للدم.

العناية بنظافة الفم قبل النوم وشرب كمية كافية من الماء قد يقللان من هذا النزيف، لكن استمرار الحالة يستلزم زيارة الطبيب.

نزيف اللثة للحامل

الحمل يُعتبر حالة خاصة، حيث تعاني كثير من النساء من النزيف من اللثة خلال هذه الفترة نتيجة للتغيرات الهرمونية التي تزيد من حساسية اللثة للويحة الجرثومية، ويُطلق على هذه الحالة اسم التهاب اللثة الحملي (Pregnancy gingivitis)، وتصيب ما يصل إلى 60–75% من النساء الحوامل، ومن أهم مظاهرها:

  • النزيف من اللثة عند تنظيف الأسنان.
  • تورم واحمرار اللثة.
  • زيادة الحساسية للأطعمة الساخنة أو الباردة.

ورغم أن هذه الحالة مؤقتة، إلا أن إهمالها قد يؤدي إلى مضاعفات مثل: أمراض دواعم الأسنان التي ترتبط بزيادة خطر الولادة المبكرة أو انخفاض وزن المولود، لذلك ينصح بزيارة طبيب الأسنان بانتظام أثناء الحمل.

نزيف اللثة للأطفال

الأطفال أيضًا قد يعانون من النزيف من اللثة، وغالبًا ما يكون السبب هو:

  • ضعف تنظيف الأسنان أو إهماله.
  • تسوس الأسنان الذي يؤدي إلى التهاب اللثة.
  • نقص التغذية خاصة فيتامين C.
  • ارتداء أجهزة تقويم الأسنان التي قد تهيج اللثة.
  • في بعض الحالات النادرة، قد يشير النزيف المتكرر عند الأطفال إلى اضطرابات في الدم مثل: فقر الدم أو نقص الصفائح الدموية.

يُنصح الآباء بتشجيع الأطفال على تنظيف الأسنان مرتين يوميًا باستخدام فرشاة ومعجون مناسبين، والمتابعة مع طبيب الأسنان دوريًا.

نزيف اللثة أثناء تنظيف الأسنان

من أكثر الأوقات التي يظهر فيها النزيف من اللثة هو أثناء تنظيف الأسنان بالفرشاة أو الخيط، وقد يعتقد البعض أن هذا النزيف ناتج عن قوة التنظيف، لكن الحقيقة أن السبب غالبًا هو التهاب اللثة نتيجة تراكم البلاك، وإذا استمر النزيف عند التنظيف بشكل يومي، فهذا يعني أن اللثة ملتهبة وتحتاج إلى رعاية خاصة، وإذا تم تجاهل تنظيف الأسنان خوفًا من النزيف يزيد ذلك من تراكم البلاك ويؤدي إلى تفاقم المشكلة.

علاج نزيف اللثة

يعتمد علاج النزيف من اللثة على السبب الرئيسي المؤدي إليه كالآتي:

1. تنظيف الأسنان الاحترافي عند طبيب الأسنان لإزالة البلاك والجير.

2. العلاج الدوائي: قد يصف الطبيب غسولًا فمويًا مضادًا للبكتيريا أو مضادًا حيويًا في الحالات المتقدمة.

3. تصحيح العادات اليومية: مثل: استخدام فرشاة ناعمة، وتنظيف الأسنان مرتين يوميًا.

4. علاج الحالات المرافقة: مثل: السكري أو نقص الفيتامينات.

إيقاف نزيف اللثة المستمر

إذا كان النزيف مستمرًا أو غزيرًا، يجب مراجعة الطبيب فورًا، خاصةً إذا ترافق مع أعراض أخرى مثل: الكدمات أو النزيف في أماكن أخرى من الجسم.

بعض الإجراءات السريعة التي تساعد في تقليل النزيف:

  • الضغط على اللثة باستخدام قطعة شاش نظيفة.
  • المضمضة بمحلول ملحي دافئ.
  • تجنب التدخين والكحول.
  • الحفاظ على نظام غذائي غني بالفيتامينات.

نصائح للحد من نزيف اللثة

للوقاية من نزف اللثة وتعزيز صحة الفم، ينصح الأطباء بعدة خطوات عملية كالآتي:

  • المداومة على تنظيف الأسنان مرتين يوميًا باستخدام فرشاة ناعمة ومعجون يحتوي على الفلورايد.
  • استخدام الخيط الطبي لإزالة بقايا الطعام بين الأسنان.
  • المضمضة بغسول فموي مطهر.
  • الإقلاع عن التدخين لأنه من أهم عوامل الخطر لأمراض اللثة.
  • اتباع نظام غذائي صحي غني بالخضروات والفواكه، خاصة الأطعمة الغنية بفيتامين C مثل: البرتقال والفلفل، وفيتامين K مثل السبانخ والكرنب.
  • زيارة طبيب الأسنان بانتظام لإجراء الفحص والتنظيف الاحترافي.
  • شرب كمية كافية من الماء للحفاظ على ترطيب الفم.

نزيف اللثة ليس مجرد عرض بسيط، بل قد يكون إشارة مبكرة لمشكلات خطيرة في صحة الفم مثل: التهاب وأمراض اللثة، ومن المهم عدم تجاهله، بل البحث عن السبب وعلاجه في الوقت المناسب، والاهتمام بنظافة الفم اليومية، والتغذية المتوازنة، والمتابعة الدورية مع طبيب الأسنان تعد الركائز الأساسية للوقاية من نزف اللثة والحفاظ على ابتسامة صحية.

المصادر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اتصل الان