دكتور كريم شيلوة

دكتور استئصال الغدد اللعابية

تخيل أن كل لقمة تتناولها تتحول إلى معاناة، أو أن ابتسامتك تصبح مقيدة بألم لا يزول، مشكلات الغدد اللعابية قد تكون أكثر تعقيدًا مما تبدو، وفي بعض الحالات، يصبح استئصال الغدد اللعابية هو الخيار الوحيد لاستعادة راحتك، لكن متى يكون التدخل الجراحي ضروريًا؟ وما أنواع هذه العمليات؟ في هذا المقال، نستعرض الأسباب، الأعراض، خيارات العلاج، وأهمية اختيار الجراح المناسب لضمان أفضل النتائج.

استئصال الغدد اللعابية

قد يخضع الأشخاص لجراحة استئصال الغدد اللعابية لإزالة جزء من الغدة أو استئصالها بالكامل، والهدف الأساسي من هذا الإجراء هو إزالة الأورام، كما قد تكون الجراحة ضرورية لعلاج العدوى أو الالتهابات.

ما هي الغدد اللعابية؟ 

الغدد اللعابية هي مجموعة من الغدد الكبيرة والصغيرة التي تقوم بإفراز اللعاب، وهو عنصر أساسي في عمليات التحدث والبلع والمضغ والهضم وترطيب الفم والحنجرة.

يمكن أن تتطور الأورام السرطانية وغيرها من الحالات غير السرطانية، مثل حصوات القنوات اللعابية، داخل هذه الغدد، مما قد يستدعي استئصال الغدد اللعابية كجزء من خطة العلاج.

يمتلك الإنسان ثلاث أزواج رئيسة من الغدد اللعابية:

  • الغدة النكافية. 
  • الغدد تحت الفك السفلي. 
  • الغدد اللعابية تحت اللسان. 

بالإضافة إلى ذلك، هناك مئات الغدد اللعابية الصغيرة المنتشرة في الفم والحلق، يتدفق اللعاب إلى الفم عبر أنابيب صغيرة تُعرف بالقنوات اللعابية.

أسباب استئصال الغدد اللعابية 

قد يوصي الأطباء باستئصال الغدد اللعابية لعدة أسباب، منها:

  • إزالة الأورام والنموات، والتي قد تكون سرطانية. 
  • التهاب الغدد اللعابية المزمن. 
  • انسداد القنوات اللعابية بسبب الحصاوي . 
  • الأكياس حول الرقبة والغدد اللعابية. 

أسباب التهاب الغدد اللعابية

تعد التهابات الغدد اللعابية من الحالات الشائعة نسبيًا، وقد تتكرر لدى بعض الأشخاص، قد تحدث هذه العدوى نتيجة للإصابة بالبكتيريا أو الفيروسات: 

  • العدوى الفيروسية مثل النكاف غالبًا ما تؤثر على الغدد اللعابية، وخاصةً الغدة النكفية، ومع ذلك، فإن حالات الإصابة بالنكاف أصبحت أقل شيوعًا اليوم بفضل الاستخدام الواسع للقاح MMR.
  • العدوى البكتيرية غالبًا ما تكون ناتجة عن:
    • انسداد القنوات اللعابية بسبب حصوات الغدد اللعابية
    • سوء نظافة الفم
    • نقص السوائل في الجسم. 
    • التدخين
    • الأمراض المزمنة
    • أمراض المناعة الذاتية

أسباب حصوات الغدد اللعابية

حصوات القنوات اللعابية هي ترسبات معدنية متصلبة تتكوّن داخل الغدد اللعابية، يمكن أن تتشكل في أي من هذه الغدد مثل (حصى تحت اللسان)، لكنها غالبًا ما تظهر في الغدد تحت الفك السفلي، وعندما تسد الحصوة القناة اللعابية، قد يؤدي ذلك إلى التهاب الغدد اللعابية. 

لا يزال السبب الدقيق لتكوّن هذه الحصوات غير واضح، إلا أن هناك عدة عوامل قد تساهم في حدوثها، مثل:

  • الجفاف
  • تناول بعض الأدوية
  • التدخين
  • أمراض اللثة

كما أن هذه الحصوات أكثر شيوعًا لدى الرجال والأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و60 عامًا.

أعراض التهاب الغدد اللعابية

تشمل أعراض التهاب الغدد اللعابية ما يلي:

  • تغيرات غير طبيعية في التذوق أو طعم كريه في الفم. 
  • صعوبة في فتح الفم بالكامل. 
  • جفاف الفم. 
  • الحمى. 
  • ألم في الفم أو الوجه، خاصةً أثناء تناول الطعام. 
  • احمرار في جانب الوجه أو أعلى الرقبة. 
  • تورم في الوجه، خاصةً أمام الأذنين، أسفل الفك، أو في أرضية الفم (تورم الغدد اللعابية). 

علاج الغدد اللعابية

يعتمد علاج مشكلات الغدد اللعابية على السبب المؤدي للمشكلة كالأتي: 

1- علاج حصاوي القنوات اللعابية

يبدأ العلاج الأولي لحصوات القنوات اللعابية عادةً بإجراءات بسيطة مثل:

  •  الحفاظ على الترطيب.
  •  تناول الأدوية لتخفيف الألم والتورم. 
  • وضع كمادات دافئة. 
  • تناول الحلوى الحامضة لزيادة تدفق اللعاب. 

ومع ذلك، إذا استمر الألم أو العدوى، فقد يوصي دكتور الغدد اللعابية بإجراء أحد التدخلات التالية: 

  • استئصال الحصوة عبر الفم. 
  • التنظير اللعابي. 
  • استئصال الغدة اللعابية المصابة.

2- علاج التهابات الغدد اللعابية والعدوى والمشكلات الأخرى

  • العدوى البكتيرية تُعالج بالمضادات الحيوية.  
  • يمكنك أيضاً تجربة العلاجات المنزلية  لتخفيف العدوى:
    • استخدام كمادات دافئة أو تدليك الغدة المصابة بالحرارة. 
    • شرب المزيد من الماء لتقليل التورم. 
    • الحفاظ على نظافة الفم بتنظيف الأسنان مرتين يوميًا بالخيط والفرشاة. 
    • المضمضة بالماء والملح.
    • الإقلاع عن التدخين. 

3- علاج أورام الغدد اللعابية 

بالنسبة للأشخاص المصابين بأورام الغدد اللعابية، يُعد استئصال الغدد اللعابية على يد متخصص هو العلاج الرئيسي، قد يُوصي الجراح أيضًا بـ 

  • العلاج الإشعاعي.
  •  العلاج الدوائي.
  •  أو مزيج من الاثنين

 وذلك بناءً على خصائص ورم الغدد اللعابية ومرحلته، كما قد يشمل الخطة العلاجية إجراءات مثل الجراحة الترميمية، الرعاية السنية، والتأهيل.

أنواع استئصال الغدد اللعابية وكيفية إجرائها

يجري أطباء جراحة الغدد اللعابية عدة أنواع من عمليات استئصال الغدد اللعابية، وذلك حسب حجم وموقع الجزء المتأثر من الغدة، عند الحاجة إلى إزالة جزء من الغدة أو استئصالها بالكامل، يكون الإجراء الجراحي أحد الأنواع التالية:

1- استئصال الغدة النكافية 

تُعد الغدة النكافية موضع 80% من أورام الغدد اللعابية، تتكون هذه الغدة من فصين، ويمر العصب الوجهي بينهما، وهو العصب المسؤول عن التحكم في الابتسام، وإغلاق الجفون، ورفع الحاجبين، لذا تتطلب الجراحة دقة عالية لتجنب إلحاق الضرر به.

يُجري الجراح شقًا أمام الأذن يمتد على طول الفك الخلفي حتى منتصف الرقبة، مما يتيح الوصول إلى الأعصاب والهياكل المهمة.

2- استئصال الغدة اللعابية تحت الفك السفلي 

تقع الغدد تحت الفك السفلي مباشرة أسفل الفك، ويجاورها أعصاب مسؤولة عن التحكم في الابتسام، والإحساس باللسان، والكلام، والبلع، مما يتطلب دقة شديدة أثناء الجراحة لتجنب أي تلف عصبي.

عند وجود ورم في الغدة تحت الفك، يُجري الجراح شقًا أسفل خط الفك لإزالة الغدة وبعض الأنسجة المحيطة، ويعتمد نطاق الاستئصال على حجم الورم ومدى انتشاره.

3- استئصال الغدة تحت اللسان 

تقع الغدد تحت اللسان على جانبي أرضية الفم، وبالقرب منها العصب اللساني، الذي يتحكم في الإحساس والتذوق على جانبي اللسان.

في حال وجود ورم بالغدة تحت اللسان، يتم استئصال الغدة بالكامل عبر شق داخل الفم، يُستخدم لإزالة الغدة والأنسجة المحيطة بها، قد يعاني المريض من خدر في اللسان بعد الجراحة، لكنه عادةً ما يتعافى في غضون أسابيع أو أشهر بسيطة.

خطوات عملية استئصال الغدد اللعابية؟

تتضمن خطوات استئصال الغدد اللعابية ما يلي:

  • التقييم قبل الجراحة: قبل يوم الاستئصال، أو في بعض الحالات في نفس اليوم، يقوم الممرض بطرح سلسلة من الأسئلة حول الحالة الصحية للمريض، بالإضافة إلى قياس ضغط الدم، وسحب عينة دم، وتسجيل الوزن.
  • التخدير: عند حلول وقت الإجراء، يتوجه المريض إلى غرفة التخدير، حيث يقوم طبيب التخدير بإعطائه مخدرًا عامًا ليغيب عن الوعي أثناء العملية. 
  • إحداث الشق والاستئصال: يُجري الجراح شقًا جراحيًا، ثم يقوم بإزالة الغدة اللعابية بالكامل أو جزء منها، إلى جانب بعض الأنسجة المحيطة.
  • الخطوات النهائية: بعد الانتهاء، يُغلق الجراح الجرح باستخدام الغرز ثم يغطيه بضمادة، كما يتم وضع أنبوب تصريف بالقرب من موضع الشق لمنع تجمع السوائل.

المضاعفات المحتملة لجراحة استئصال الغدد اللعابية

قد تؤدي عملية استئصال الغدد اللعابية إلى عدة مضاعفات، منها:

  • التجمع الدموي (Hematoma): وهو تجمع للدم المتخثر جزئيًا في موضع الجراحة.
  • شلل الوجه أو ضعفه: نتيجة إصابة العصب الوجهي أثناء الجراحة.
  • تراكم السوائل الجسدية: بالقرب من موضع الاستئصال. 
  • متلازمة فري (Frey Syndrome): وهي حالة تُسبب احمرارًا وتعرقًا أثناء تناول الطعام.
  • متلازمة العضة الأولى (First Bite Syndrome): والتي تُسبب ألمًا عند بدء تناول الطعام أو عند إفراز اللعاب.
  • التشنج العضلي للفك (Trismus): أو تقلص عضلات الفك.

وفقًا لدراسة أُجريت عام 2020، يُعد ضعف العصب الوجهي أكثر المضاعفات الخطيرة شيوعًا بعد استئصال الغدة النكافية، حيث يؤثر على حوالي ثلث المرضى الذين يخضعون لهذا الإجراء، وقد يستغرق التعافي منه أشهرًا، أو قد يكون مضاعفة دائمة في بعض الحالات.

 

ختاماً، لضمان نجاح الجراحة وتقليل المضاعفات، عليك البحث عن أفضل دكتور استئصال الغدد اللعابية للحصول على رعاية طبية متخصصة وآمنة.

المصادر: 

What to know about salivary gland surgery

Salivary Gland Surgery

 

اتصل الان