تراكم الجير على الأسنان هو من أكثر المشكلات شيوعًا والتي قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة إن لم يتم معالجتها. ومع أن تنظيف الجير يُعد إجراءً بسيطًا، إلا أن له فوائد كبيرة تتجاوز مجرد المظهر التجميلي.
في هذه المقالة نستعرض كل ما يتعلق بتنظيف جير الأسنان عند الطبيب، من الفوائد والأضرار، إلى الأسئلة الشائعة حول الألم والبنج، ونصائح للمحافظة على نظافة الفم بعد التنظيف.
فوائد تنظيف الأسنان من الجير
تنظيف جير الأسنان يُعد إجراءً وقائيًا أساسيًا للحفاظ على صحة الفم والأسنان، ومن أبرز فوائده:
- الوقاية من أمراض اللثة: إذ يكوّن الجير بيئة مثالية لنمو البكتيريا التي تسبب التهابات اللثة، لذلك فإن إزالة الجير بانتظام، تحمي من تطور الالتهاب إلى مراحل أكثر خطورة مثل: تراجع اللثة أو التهاب دواعم السن المزمن.
- التقليل من تسوس الأسنان: الجير يصعب تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط، مما يسمح للبكتيريا بالتكاثر وإنتاج الأحماض الضارة التي تؤدي إلى التسوس وتلف طبقة المينا.
- تحسين رائحة الفم: تراكم الجير غالبًا ما يكون مصحوبًا برائحة فم كريهة وغير مرغوبة، بسبب نشاط البكتيريا وتحلل بقايا الطعام.
- الكشف المبكر عن المشكلات: خلال جلسة تنظيف الأسنان الدورية، يمكن للطبيب اكتشاف تجاويف أو أمراض في اللثة قد لا يشعر بها المريض في مراحلها المبكرة أو قد يغفل عنها تمامًا.
أضرار تراكم الجير على الأسنان
إذا أهملت تنظيف جير الأسنان لفترات طويلة، يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة مثل:
- التهاب اللثة: إذ يتسبب الجير في تورم واحمرار ونزيف اللثة، وقد يتطور الأمر ليصيب العظم الداعم للأسنان ويؤثر على ثباتها.
- تراجع اللثة: حيث تنسحب اللثة تدريجيًا عن الأسنان، ما يكشف الجذور، ويزيد من الحساسية والانزعاج أثناء الأكل أو الشرب.
- فقدان الأسنان: في الحالات المتقدمة من أمراض اللثة المرتبطة بتراكم الجير، قد تصبح الأسنان غير مستقرة وتضطر لخلعها بشكل دائم.
- تكوّن جيوب لثوية: وهي فراغات عميقة بين السن واللثة، يمكن أن تمتلئ بالبكتيريا والصديد، مما يزيد من تفاقم الحالة ويصعّب العلاج.
هل تنظيف الجير مؤلم؟
الكثير من الناس يقلقون من الألم أثناء تنظيف جير الأسنان، لكن الحقيقة أن هذا الإجراء في معظم الحالات لا يكون مؤلمًا، خصوصًا إذا كان تراكم الجير خفيفًا أو متوسطًا، إذ غالبًا ما يستخدم جهاز خاص يصدر ذبذبات خفيفة مع رشاش ماء بارد لإزالة الجير بلطف ودون إحداث ضرر باللثة أو الأسنان.
في حالات التكلس الشديد أو وجود التهابات مزمنة في اللثة، قد يشعر المريض ببعض الانزعاج أو الحساسية أثناء التنظيف، لكنه لا يصل إلى درجة الألم الحاد، ويمكن دائمًا استخدام مخدر موضعي بسيط عند الحاجة لتخفيف الشعور بعدم الراحة.
هل تنظيف الجير يُضعف الأسنان؟
هناك اعتقاد شائع بين الناس بأن تنظيف جير الأسنان يضعف الأسنان، لكنه غير صحيح إطلاقًا، وذلك للأسباب التالية:
- الجير نفسه هو الذي يضعف الأسنان واللثة على المدى البعيد، وليس إزالته من قِبل الطبيب المختص.
- بعد إزالة الجير قد يشعر الشخص بأن الأسنان أصبحت “أطول” أو أكثر حساسية، لكن ذلك بسبب كشف الجذور التي كانت مغطاة بطبقة الجير السميكة، وليس بسبب أي ضرر ناتج عن التنظيف.
- تنظيف جير الأسنان المنتظم لدى طبيب الأسنان يحافظ على بنية السن الطبيعية ويمنع تآكلها بفعل البكتيريا والالتهابات المزمنة التي قد تتفاقم مع الإهمال.
هل تنظيف الجير يحتاج بنج؟
يعتمد استخدام البنج في تنظيف جير الأسنان على حالة الأسنان ومدى شدة التكلس أو الالتهاب كالآتي:
- في الحالات البسيطة أو الروتينية: لا يستخدم مخدر غالبًا، لأن التنظيف يكون سطحيًا وغير مؤلم لمعظم المرضى.
- في حالات التكلس الشديد أو وجود التهابات لثوية عميقة: قد يستخدم بنج موضعي لتخفيف الشعور بالانزعاج أثناء التنظيف العميق، مثل في إجراء يُعرف بـ “Full Mouth Debridement”، حيث يحتاج الطبيب للوصول إلى الجذور وتنظيفها بدقة أكبر دون التسبب في ألم.
كم من الوقت يستغرق طبيب الأسنان لإزالة الجير؟
مدة تنظيف جير الأسنان تعتمد بشكل أساسي على حالة الفم ومدى تراكم الجير كالآتي:
- التنظيف الروتيني: عادة ما يستغرق من 30 إلى 45 دقيقة، ويشمل إزالة الجير السطحي وتلميع الأسنان لتحسين مظهرها ونظافتها.
- التنظيف العميق أو الشامل (Full Mouth Debridement): قد يستغرق أكثر من ساعة، وقد يقسم إلى جلستين أو أكثر حسب شدة التكلس، ووجود التهابات لثوية مزمنة أو نزيف.
إذا كانت هناك حاجة لعلاج إضافي مثل تقشير جذور الأسنان أو علاج الجيوب اللثوية، فقد يتطلب الأمر جلسات متعددة يحددها الطبيب حسب استجابة اللثة وتحسن الحالة.
طرق إزالة الجير من الأسنان
تختلف تقنيات تنظيف جير الأسنان باختلاف الحالة الصحية للفم، وأبرز الطرق المستخدمة تشمل:
- الكشط اليدوي (Hand Scaling): باستخدام أدوات حادة ودقيقة لإزالة الجير يدويًا من على سطح الأسنان، خاصة في الأماكن الصغيرة أو الحساسة.
- الجهاز فوق الصوتي (Ultrasonic Scaler): يطلق اهتزازات عالية التردد لتفتيت طبقات الجير الصلبة، مع تدفق مستمر للماء لغسله وتبريد المنطقة في نفس الوقت.
- التنظيف الكامل للفم (Full Mouth Debridement): يستخدم لإزالة كميات كبيرة من الجير المتراكم، وذلك لتحسين رؤية الطبيب وتقييم حالة الفم واللثة لاحقًا بدقة أكبر.
- تقشير الجذور (Root Planing): يستخدم عندما يتراكم الجير تحت خط اللثة في حالات أمراض دواعم السن المزمنة، ويهدف إلى تنعيم سطح الجذور لتقليل التصاق البكتيريا مستقبلًا.
تنظيف الأسنان من الجير قبل وبعد
قبل التنظيف:
- يتم تقييم الحالة العامة للفم والأسنان.
- لا حاجة لتحضيرات خاصة، لكن ينصح بعدم الأكل مباشرة قبل الجلسة لتسهيل الإجراء.
أثناء التنظيف:
- يبدأ الطبيب بتنظيف جير الأسنان باستخدام الأدوات المناسبة.
- قد يستخدم جهاز التلميع لإزالة التصبغات السطحية بعد الانتهاء من الجير.
بعد التنظيف:
- قد يشعر المريض ببعض الحساسية عند تناول المشروبات الباردة أو الساخنة.
- ينصح بتجنب الأطعمة القاسية والمشروبات الحمضية لبضع ساعات.
نصائح بعد تنظيف الجير
بعد تنظيف جير الأسنان، من المهم اتباع التعليمات التالية للحفاظ على النتائج:
- تجنب الأطعمة والمشروبات الملونة خلال 24 ساعة (مثل القهوة والشاي).
- عدم الأكل أو الشرب لمدة نصف ساعة إذا تم استخدام فلورايد بعد التنظيف.
- استخدام معجون أسنان مخصص للأسنان الحساسة لتقليل الشعور المؤقت بالحساسية.
- الالتزام بالتنظيف اليومي بالخيط وفرشاة ناعمة.
- مراجعة الطبيب كل 6 أشهر للمتابعة والتنظيف الدوري.
كيفية المحافظة على الأسنان من الجير
للوقاية من عودة الجير بعد تنظيفه، اتبع النصائح التالية:
- فرّش أسنانك مرتين يوميًا باستخدام معجون يحتوي على الفلورايد.
- استخدم خيط الأسنان يوميًا لإزالة بقايا الطعام من بين الأسنان.
- استخدم غسول فم مضاد للبكتيريا عند الحاجة.
- قلل من السكريات والكربوهيدرات التي تغذي البكتيريا المكونة للبلاك.
- اشرب الماء بعد الوجبات للمساعدة في إزالة بقايا الطعام.
- راجع طبيب الأسنان بانتظام للتقييم والتنظيف الاحترافي.
الخاتمة
تنظيف جير الأسنان هو إجراء بسيط لكنه ضروري لصحة الفم العامة، لا يجب التردد في القيام به بسبب الخوف من الألم أو التأثير على الأسنان، لأن فوائده الوقائية والعلاجية كبيرة. بتنظيف دوري واهتمام يومي، يمكنك المحافظة على ابتسامة صحية وجميلة وخالية من المشكلات المستقبلية.
